تاريخ مدينة الإسكندرية
لقبها «عروس البحر الأبيض المتوسط» تعتبر العاصمة الثانية لمصر وقد كانت عاصمتها قديما، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 70 كم شمال غرب دلتا النيل و يحدها من الشمال البحر المتوسط، وبحيرة مريوط جنوبًا حتى الكيلو 71 على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، يحدها من جهة الشرق خليج أبو قير ومدينة إدكو، ومنطقة سيدي كرير غربًا.
تضم الإسكندرية بين طياتها الكثير من المعالم المميزة، إذ يوجد بها أكبر موانئ مصر البحرية (ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة) فتمر بالمدينة نحو 80% من إجمالي الواردات والصادرات المصرية، وتضم أيضًا مكتبة الإسكندرية الجديدة التي تتسع لأكثر من 8 ملايين كتاب. كما يضم العديد من المتاحف والمواقع الأثرية مثل قلعة قايتباي وعمود السواري وغيرها و سكان الإسكندرية يعملون بالأنشطة التجارية والصناعية والزراعية. تنقسم الإسكندرية إلى ستة أحياء إدارية هي حي المنتزه، حي شرق، حي وسط، حي غرب، حي الجمرك، حي العامرية بالإضافة إلى مدن رئيسية تابعة لها مثل مدينة برج العرب.
بدأ العمل على إنشاء الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر سنة 332 ق.م عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى “فاروس” بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641، اشتهرت الإسكندرية عبر التاريخ من خلال العديد من المعالم مثل مكتبة الإسكندرية القديمة والتي كانت تضم ما يزيد عن 700,000 مجلّد، ومنارة الإسكندرية والتي اعتبرت من عجائب الدنيا السبع وذلك لارتفاعها الهائل الذي يصل إلى حوالي 35 مترًا، وظلت هذه المنارة قائمة حتى دمرها زلزال قوي سنة 1307.
في بداية القرن الرابع قبل الميلاد، لم تكن الإسكندرية سوى قرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة، يقول عنها علماء الآثار أنها ربما كانت تعتبر موقعًا إستراتيجيًا لطرد الأقوام التي قد تهجم من حين إلى آخر من الناحية الغربية لوادي النيل أو لربما كانت “راكتوس” مجرد قرية صغيرة تعتمد على الصيد ليس إلا، وعلى امتداد الساحل الرئيسي للقرية توجد جزيرة تسمى “فاروس” يوجد بها ميناء يخدم الجزيرة والقرى الساحلية معًا. في ذلك الوقت كانت مصر تحت الاحتلال الفارسي منذ سقوط حكم الفراعنة والأسرة الثلاثون عام 343 ق.م، ولم تكن مصر الوحيدة الواقعة تحت احتلال الفرس، فقد كانت بلاد الشام والعراق واقعة تحت هذا الاحتلال، وفي مقابل قوة الفرس كانت قوة الاغريق في ازدياد سريع، وبدأت المواجهة بينهما في ربيع عام 334 ق.م، واستمرت المعارك بينهما حتى دخل الإسكندر الأكبر مدينة صور ومن ثم إلى غزة حتى أتم دخول مصر عام 333 ق.م.
بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي ولكي يؤكد الإسكندر الأكبر أنه جاء إلى مصر صديقًا وحليفًا وليس غازيًا مستعمرًا، اتجه لزيارة معبد الإله آمون إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحة سيوة، وأجرى له الكهنة طقوس التبني ليصبح الإسكندر الأكبر ابنًا للإله آمون، ولُقب فيما بعد بابن آمون وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى “راقودة”، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان وهي مدينة الإسكندرية وعهد ببنائها إلى المهندس دينوقراطيس، والذي شيدها على نمط المدن اليونانية، ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية وبعد عدة شهور ترك الإسكندر مصر متجهًا نحو الشرق ليكمل باقي فتوحاته، ففتح بلاد فارس، لكن طموحاته لم تتوقف عند هذا الحد بل سار بجيشه حتى وصل إلى الهند ووسط آسيا، وبينما كان الإسكندر هناك فاجأه المرض الذي لم يدم طويلاً حيث داهمه الموت بعد عشرة أيام وهو لم يتجاوز الإثنين والثلاثين من عمره.
المعالم الأثرية والسياحية بالإسكندرية
عمود السواري
يُعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم “مدافن العمود” وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، ويصل طوله إلى حوالي 27 مترًا. أقيم العمود تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السرابيوم الذي أقامه الإمبراطور بوستوموس ويعتبر أعلى نصب تذكاري في العالم، وقيل أن هذا العمود أهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية. جسم العمود عبارة عن قطعة واحدة، ويبلغ الارتفاع الكلي له بما فيه القاعدة حوالي 26.85 مترًا، وفي الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الغرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس
قلعة قايتباي
تقع قلعة قايتباي في منطقة بحري بأقصى غرب الإسكندرية، وشيدت في الموقع القديم لفنار الإسكندرية والذي تهدم سنة 702هـ أثر الزلزال المدمر الذي حدث في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ وانتهى من بنائها سنة 884هـ، وكان سبب اهتمامه بالأسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية والتي هددت المنطقة العربية بأسرها
المسرح الروماني
يقع المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة وسط المدينة، هو أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادي،. وهو المسرح الروماني الوحيد في مصرو اكتشف هذا الموقع بالصدفة أثناء إزالة التراب للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بواسطة البعثة البولندية عام 1960، أطلق عليه الأثريون اسم المسرح الروماني عند اكتشاف الدرجات الرخامية، ولكن ثار جدل كبير حول وظيفة هذا المبنى الأثري، وقد استغرق التنقيب عنه حوالي 30 سنة
مكتبة الإسكندرية الجديدة
تُعد مكتبة الإسكندرية من أحدث وأبرز الصروح الثقافية في مصر والعالم، أنشئت لكي تعيد أمجاد مكتبة الإسكندرية القديمة التي كانت منارة للعالم كله منذ نحو ألفي سنة، تقع المكتبة على ساحل البحر المتوسط في منطقة الشاطبي، وتضم أكثر من 8 ملايين كتاب،والمكتبة الحالية هي إعادة إحياء للمكتبة القديمة والتي كانت أكبر مكتبات عصرها، ويعتقد أنّ بطليموس الثاني هو من أمر بتأسيسها في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وأنّ عدد الكتب التي احتوتها قد بلغ 700,000 مجلّد
الميناء الشرقي
يُعد الميناء الشرقي بالإسكندرية بصفة عامة من أقدم الموانئ الواقعة على البحر المتوسط و يشمل الميناء الشرقي مناطق الشاطبي ومحطة الرمل والمنشية وبحري، وقد كان الإسكندر الأكبر يستهدف من وراء تأسيس المدينة إنشاء ميناء جديد يحتل مكانة كبيرة في عالم التجارة بعد أن حطم ميناء صور وهو في طريقه إلى مصر، وكذلك كان ضمن أهدافه إنشاء ميناء جديد كبير يربط بين بلاد العالم القديم والميناء الشرقية
مقابر مصطفى كامل الأثرية
تقع مقابر مصطفى كامل في منطقة مصطفى كامل، ولهذا سميت بهذا الاسم، وتتكون من أربعة مقابر نُحتت جميعها في الصخر، وقد نُحتت المقبرتين الأولى والثانية تحت سطح الأرض، أما المقبرة الثالثة والرابعة فيرتفع جزء منها فوق سطح الأرض، وقد تم الكشف عن هذه المجموعة من المقابر بطريق الصدفة ما بين عامي 1933 و1934، يرجع تاريخ هذه المقابر إلى أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وتحديدًا إلى العصر اليوناني والروماني.
مقابر الأنفوشي الأثرية
تقع مقابر الأنفوشي في منطقة بحري غرب الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى القرن الثالث قبل الميلاد تحديدًا إلى حوالي عام 250 ق.م، أي في أواخر العصر البطلمي وأوائل عصر الرومان و اكتشفت هذه المقابر عام 1901 حيث اكتشف بها مبنيان جنائزيان بكل منهما مقبرتان، ثم توالت الاكتشافات لمقبرة الأنفوشي حتى أصبح عدد مبانيها الجنائزية خمسة مباني، وهناك مبنى جنائزي سادس اختفي ولم يعد له أثر في الوقت الحالي، وتمتاز هذه المقابر بزخارف الفرسكو الجميلة وقد زُينت في كثير منها بالمرمر والرخام.
مقابر كوم الشقافة الأثرية
تقع مقابر كوم الشقافة في منطقة كوم الشقافة جنوب حي مينا البصل، وتُعتبر من أهم مقابر المدينة، وسُميت المنطقة بهذا الاسم بسبب كثره البقايا الفخارية والكسارات التي كانت تتراكم في هذا المكان وترجع أهمية المقبرة نظرًا لاتساعها وكثره زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي تداخل الفن الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنازيه، وعُثر على المقبرة بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900 على الرغم من أن التنقيب كان قد بدأ في هذه المنطقة منذ عام 1892.
مقابر الشاطبي الأثرية
تقع هذه المقابر ما بين شارع بورسعيد وطريق الكورنيش بمنطقة الشاطبي في مواجهة كلية سان مارك، تم اكتشافها عن طريق الصدفة أيضًا عام 1893 وتعود لنهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث قبل الميلاد. المقبرة منحوتة من الصخر، واكتشف بها الكثير من آثار العصر البطلمي ومن أهمها تماثيل التناجرا، وتعتبر هذه المقابر من أقٌدم المقابر البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة القديمة
متحف الإسكندرية القومي
هو أحد متاحف الإسكندرية، يقع في شارع فؤاد بوسط المدينة، ويضم مايزيد عن 1800 قطعة أثرية تمثل جميع العصور التي مرت بها المدينة من العصر الروماني وحتى العصر الحديث، المتحف هو عبارة عن قصر سابق لأحد تجار الأخشاب الأثرياء في المدينة، قام بإنشائه على طراز المعمار الإيطالي
المتحف اليوناني الروماني
أحد متاحف الآثار بمدينة الإسكندرية، افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر 1892و يعرض المتحف تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وماحولها، وهي في معظمها آثار من العصر البطلمي والعصر الروماني اللاحق له، وتحديدًا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلي القرن الثالث بعد الميلاد.
متحف المجوهرات الملكية
هو متحف يعرض مجوهرات الأسر المالكة التي حكمت مصر. شُيّد القصر عام 1919 في منطقة زيزينيا، تبلغ مساحته حوالي 4185 مترًا مربعا، وكان ملكًا للأميرة فاطمة الزهراء إحدي أميرات الأسرة المالكة، وقد صمم طبقًا لطراز المباني الأوروبية في القرن التاسع عشر. تحوّل القصر إلى متحف للمجوهرات الملكية عام 1986 وهو يضم مجموعة كبيرة من المجوهرات والتحف الذهبية التابعة للأسرة العلوية المالكة العائدة للعام 1805